ينشغل بعض العلماء والمهندسون في أقسام البحوث العلمية في شركات التقنية المتطورة بدراسة كيفية خلق محيط خيالي (Virtual Surroundings)متكامل يمكّنهم من عزل الإنسان تماما عن محيطه الحقيقي. لتحقيق ذالك فإنهم يقومون بتطوير أجهزة تمكنهم من التحكم في جميع الحواس فتعزلهاا عن المحيط الحقيقي وتغذيها بإشارات توهم العقل بأن الإنسان يتفاعل مع محيط حقيقي هو في الواقع لا وجود له. تنفق تلك الشركات أموال طائلة لتطوير مثل تلك الأجهزة والبرامج الإلكترونية التي تدار عليها لذالك الغرض.
من الواضح أنه لا حصر للمجالات التي يمكن أن تستخدم فيها تلك التقنية. القاسم المشترك بين كل المجالات المحتملة هو الدقة الفائقة التي تتيحها لمصممي الواقع الخيالي في إيصال أفكارهم لمستخدمي تلك الأجهزة. الحقيقة أن الواقع الذي يعيشه الإنسان بتلك الأجهزة هو أمثل الطرق التي تجعله يصدق ما قد لايصدقه بإستخدام أي من حواسه كل على حدء في الواقع الحقيقي, ذالك لأن ربط جميع الحواس بحدث ما يضفي عليه واقعية لايمكن تكذيبها. ولكن حتى بغض النظر عن التحكم في جميع الحواس, فإذا ما نظرنا إلى ما هو أبسط من ذالك, كإضافة حاسة الشم إلى الحواس المستخدمة في تفاعل الناس مع المحيط الحقيقي, فسنجد أن هناك تحسن ملحوظ في تركيز الإنسان. ففي مجال السنما مثلا, يمكن للمرء الإنغماس في الأحداث التي يشاهدها على الشاشة إلى أبعد الحدود, لكنه يبقى مدرك لمحيطه المادي. بإضافة روائح للأشياء التي يشاهدها, يمكن جعله أكثر إنغماس في واقع الأحداث التي أمامه. فإذا ما عُرضت مشاهد بها أشياء لها روائح مميزة, كالعطور والأطعمة مثلا, حيث تخرج عندها تلك الروائح كمزيج من المركبات الكيماوية المعدة مسبقا لذالك الغرض, إذ يقوم الجهاز المعد لذالك الغرض بإطلاقها في الهواء من مسامات بالأرضية وبالسقف بكميات مناسبة وبالتوافق مع مشاهد معنية. بهذه الطريقة يتمكن المخرج السنمائي من نقل ما يدور بمخيلته إلى الأخرين بطريقة أشمل وأدق. الدقة في نقل المعلومات من عقل لأخر مهمة جدا لتوحيد المفاهيم وإزالة سوء الفعم بين الأطراف المتفاعلة, لأنها تضيف إلى لغة الكلام المسموعة ولغة الحركات الجسدية المرئية لغة أخرى وهي لغة الإشارات الكيماوية عن طريق حاسة الشم.